الربط القاري بين المغرب وإسبانيا يزداد أهمية بعد إنطلاق مشروع أنبوب الغاز "المغربي-النيجيري"
قالت عدد من التقارير الصحفية الإسبانية في الأيام الأخيرة، إن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، عبر نفق تحت البحر، عاد إلى الواجهة بأهمية أكبر، بعد توقيع المغرب ونيجيريا اتفاقية انجاز مشروع أنبوب الغاز ودخول هذه الاتفاقية لمراحل متقدمة من التمويل وبداية التنفيذ.
ووفق ذات التقارير، فإن مشروع أنبوب الغاز الذي سينطلق من نيجيريا مرورا عبر العديد من بلدان غرب إفريقيا وصولا إلى المغرب ثم إلى أوروبا، أصبح مشروعا ذات قيمة كبيرة في ظل الأزمات التي تعيشها القارة الأوروبية بشأن إمدادات الغاز القادمة من روسيا.
وأصبحت أوروبا والدول الغربية عموما تبحث عن بدائل جديدة للغاز الروسي، وهو ما جعل الحديث عن مشروع أنبوب الغاز "المغربي النيجيري" يزداد تدريجيا في الصحافة الغربية، ومعه عاد الحديث عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا لنقل الغاز والبضائع والمسافرين.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "بلومبيرغ" الدولية المتخصصة في الاقتصاد الثلاثاء الأخير، حوارا مع الرئيس النيجري محمد بوخاري، الذي دعا فيه بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلى الاستثمار في مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بالمغرب عبر مسافة تصل إلى 4 آلاف كيلومتر من أجل تحقيق الأمن الطاقي لأوروبا.
واعتبر بوخاري أن هذا المشروع هو المشروع الكفيل بإنهاء مشاكل القارة الأوروبية مع الطاقة، وبالتالي يُتوقع أن تبدأ البلدان الأوروبية في الاهتمام بهذا المشروع بشكل أكبر في الفترات المقبلة، خاصة أن الوضع الأوروبي مع قطاع الغاز يعرف أزمات عديدة وتهديدات مستمرة من طرف روسيا.
وتزامنا مع الحديث عن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، تحدثت صحف إسبانية عن أن هذا المشروع قد يُشكل دعما كبيرا لمشروع آخر ألا وهو مشروع الربط القاري بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب وإسبانيا من خلال مضيق جبل طارق.
وتكمن أهمية هذا المشروع في إمكانية أن يكون نفقا خاصا بالنقل متعدد الاختصاصات، كتنقل المسافرين ووسائل النقل، ونقل الغاز عبر أنانيب، إضافة إلى نقل الكهرباء وخطوط الانترنيت والبضائع، وغيرها من الخدمات التي قد تساهم في التقارب بين قارتي إفريقيا وأوروبا.